العنزروت هي شجيرة تاريخية ترجع أصولها إلى بلاد فارس، وهي تنتمي إلى جنس القتاد، أسرة الفولاوات. ولعل أكثر ما تشتهر به شجيرة العنزروت هو استخدامها في الطب التقليدي الصيني.
ورغم وجود أكثر من 2000 نوع من العنزروت إلا أن استخدامها في الطعام يقتصر على نوعين فقط. وبشكل خاص يتم تحويل جذور النبتة إلى أشكال متعددة تشمل المستحضرات السائلة، والكبسولات، والمساحيق، والشاي. وفي بعض الأحيان تعطى العنزروت في المستشفيات على شكل حقنة أو حقنة وريدية.
ويحتوي جذر النبتة على العديد من المركبات الفعّالة التي يُعتقد أنها سبب الفوائد المتعددة للنبات. فعلى سبيل المثال، قد تساعد هذه المركبات الفعّالة على تعزيز نظام المناعة والحد من الالتهابات.
ورغم استخدامات العنزروت المتعددة التي تشمل علاج البرد والحساسية الموسمية وأمراض القلب والكلى والإعياء المزمن وغيرها، إلا أنه لا توجد الكثير من الدراسات حول العنزروت.
فوائد العنزروت
تعزيز نظام المناعة
تحتوي العنزروت على مركبات نباتية مفيدة من شأنها تعزيز نظام المناعة لديك.
ويتلخص الدور الرئيسي لنظام المناعة لديك في حماية جسدك من العوامل الخارجية الضارّة مثل البكتيريا والميكروبات والفيروسات التي تسبب الأمراض.
وتظهر الأدلة أن العنزروت قد تساعد الجسم على زيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء، وهي الخلايا المسؤولة عن حماية الجسم من الأمراض في نظام المناعة.
وقد أظهرت دراسات أُجريت على فئران مريضة أن جذور العنزروت تساعد على قتل البكتيريا والفيروسات.
ورغم أن الدراسات على البشر ما زالت محدودة، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن العنزروت قد تساعد على محاربة العدوى الفيروسية لدى البشر، بما في ذلك البرد وأمراض الكبد.
ورغم أن نتائج هذه الدراسات تُعد واعدة ومبشرة، إلا أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لتحديد مدى فعالية العنزروت في علاج الأمراض المعدية والوقاية منها.
تحسين عمل القلب
قد تساعد العنزروت على تحسين عمل القلب لدى أولئك الذين يعانون من مشاكل فيه.
ويُعتقد أن العنزروت تساعد على توسيع الأوعية الدموية وتزيد كمية الدم الذي يضخه القلب.
ففي دراسة سريرية، تم إعطاء مرضى يعانون من فشل القلب 2.25 جرام من العنزروت مرتين يوميًا ولمدّة أسبوعين، إلى جانب العلاج التقليدي. وكانت النتيجة أن عمل القلب لديهم قد تحسّن بشكل كبير مقارنة بأولئك الذين يتلقون العلاج التقليدي فقط.
وفي دراسة أخرى، أُعطي مرضى فشل القلب 60 جرامًا من العنزروت يوميًا من خلال حقنة وريدية إلى جانب العلاج التقليدي، وقد كانت النتيجة تحسن أعراض المرض بشكل كبير مقارنة بأولئك الذين تلقوا العلاج التقليدي فحسب.
مع ذلك، فشلت دراسات أخرى أُجريت على مرضى فشل القلب في إظهار أي فوائد تتعلق بعمل القلب.
علاوة على ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن العنزروت قد تساعد على تخفيف أعراض التهاب العضلة القلبية، إلا أن نتائج الدراسات ما زالت متضاربة في هذا الشأن.
تخفيف الأعراض الجانبية للعلاج الكيميائي
توجد العديد من الأعراض الجانبية السلبية للعلاج الكيميائي، ولكن بحسب بعض الدراسات فإن العنزروت قد تساعد على تخفيف بعض هذه الأعراض.
فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة سريرية أن تزويد المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي بالعنزروت من خلال حقنة وريدية قد قلل الغثيان بمعدل 36% والقيء بمعدل 50% والإسهال بمعدل 59%.
وبالمثل، أثبت عدد من الدراسات الأخرى فوائد العنزروت في تقليل الغثيان والقيء لدى مرضى سرطان القولون الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.
كما أظهرت إحدى الدراسات السريرية أن إعطاء 500 ملغم من العنزروت عن طريق الحقنة الوريدية ثلاث مرات أسبوعيًا قد يساعد على تخفيف حالة الإعياء الشديد التي تصاحب العلاج الكيميائي. مع ذلك، أشارت الدراسة أن العنزروت ليس مفيدًا إلا في الأسبوع الأول من العلاج.
تنظيم مستوى السكّر في الدم
قد تساعد المركبات الفعّالة في جذور العنزروت على تقليل مستوى السكر في الدم لدى الأفراد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
في الحقيقة، لقد كانت عشبة العنزروت أكثر عشبة تُوصف للسيطرة على مرض السكري في الصين.
وقد أظهرت دراسات مخبرية وأخرى أُجريت على الحيوانات أن العنزروت يحسن استقلاب السكريات ويقلل مستوى السكر في الدم. وفي دراسة أخرى أُجريت على الحيوانات أدى استعمال العنزروت إلى فقدان الوزن أيضًا.
ورغم الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات، إلا أن الدراسات على البشر تشير حتى الآن إلى وجود فوائد مشابهة.
فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسات أن تناول 40 - 60 جرام من العنزروت يوميًا ولمدّة أربعة أشهر قد يساعد على ضبط مستوى السكر في الدم بعد الصيام، وبعد تناول الطعام، وخصوصًا لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
تحسين عمل الكلى
يساعد العنزروت على تعزيز صحة الكلى، وذلك من خلال تحسين تدفق الدم والمؤشرات المخبرية الأخرى لعمل الكلية، مثل معدل البروتين في البول.
وتُعتبر "البيلة البروتينية" حالة مرضيّة تزيد فيها كمية البروتين في البول، وهو ما يُعد مؤشرًا على تلف الكلى أو عدم عملها بشكل طبيعي.
وقد أظهرت دراسات أُجريت على أشخاص مصابين بأمراض الكلى أن العنزروت تحسن "البيلة البروتينية".
كما أنها قد تساعد في وقاية الأشخاص المصابين بقصور وظائف الكلى من الأمراض المعدية.
فعلى سبيل المثال، ساهم تناول 7.5 - 15 جرام من العنزروت يوميًا ولمدّة تتراوح بين ثلاثة شهور إلى ستة أشهر على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المعدية لدى الأشخاص الذين يعانون من المتلازمة الكلوية بمعدل 38%. مع ذلك، ما زالت هناك حاجة للقيام بالمزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفائدة.
فوائد صحيّة أخرى محتملة
هناك عدد من الدراسات الأولية الأخرى التي تشير إلى وجود فوائد أخرى محتملة لعشبة العنزروت ويشمل ذلك:
- تحسين أعراض التعب المزمن: تشير بعض الأدلة إلى أن العنزروت قد تساعد على الحد من الشعور بالإعياء لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن عند استعمالها إلى جانب مكملات عشبية أخرى.
- محاربة السرطان: أظهرت دراسات مخبرية أن العنزروت يساعد على إحداث استماتة الخلية أو الموت المبرمج للخلية في العديد من أنواع الخلايا السرطانية.
- تحسين أعراض الحساسية الموسمية: رغم محدودية الدراسات في هذا الصدد، إلا أن دراسة سريرية قد وجدت أن تناول 160 ملغم من العنزروت مرتين يوميًا قد يقلل العطاس وسيولة الأنف لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية.
أعراض وتفاعلات جانبية
يستطيع معظم الأشخاص تناول العنزروت. مع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أعراض جانبية طفيفة مثل طفح وحكة وسيولة الأنف، والغثيان، والإسهال.
تحذيرات طبية
لقد لوحظ أنه عند إعطاء العنزروت بواسطة الحقنة الوريدية، فإنها قد تؤدي إلى أعراض جانبية أكثر خطورة، مثل اضطراب ضربات القلب. وبالتالي فإنه يجب عدم إعطاء العنزروت عبر الحقنة الوريدية إلا تحت إشراف طبي.
ورغم أن استعمال العنزروت آمن لدى معظم الأشخاص، إلا أنه يجب تجنبها في بعض الحالات:
- النساء الحوامل والمرضعات: لا توجد في الوقت الحالي دراسات كافية تظهر أن العنزروت آمن الاستخدام خلال فترتي الحمل والرضاعة.
- الأفراد الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية: إن العنزروت قد تزيد نشاط جهاز المناعة لديك، لذلك فإنه يتوجب اجتناب تناول العنزروت إذا كنت تعاني من أي مرض من أمراض المناعة الذاتية مثل تصلب الأنسجة المتعدد، والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- الأفراد الذين يتعاطون أدوية كبت المناعة: وحيث أن العنزروت قد تزيد نشاط نظام المناعة لديك، فإن ذلك قد يؤدي إلى الحد من تأثير أدوية كبت المناعة.
كذلك قد تؤثر العنزروت على مستويات السكر وضغط الدم، لذلك استخدم هذه العشبة بحذر إذا كانت تعاني من السكري أو كانت لديك مشاكل تتعلق بضغط الدم.
الجرعات الموصى بها
قد توجد جذور العنزروت بأشكال متعددة منها الكبسولات، والمستخلصات السائلة، بالإضافة إلى إمكانية طحنها على شكل بودرة لاستخدامها في إعداد الشاي.
كما يكثر غلي جذور العنزروت لإطلاق المركبات الفعّالة في داخلها.
وتجدر الإشارة إلى عدم وجود إجماع رسمي على أفضل طريقة لتناول العنزروت أو على أفضل كمية، ولكن المعتاد هو تناول كمية تتراوح بين 9 - 30 جرام يوميًا.
رغم ذلك تشير الدراسات إلى تناول كميات محددة عن طريق الفم في بعض الحالات الخاصة وهي على النحو التالي:
- فشل القلب الاحتقاني: تناول 2 - 2.75 جرام من بودة العنزروت مرتين يوميًا ولمدة 30 يومًا، إلى جانب العلاج التقليدي.
- تنظيم السكر في الدم: 40 - 60 جرام من مستخلص العنزروت المغلي لمدّة أربعة أشهر.
- أمراض الكلى: 7.5 - 15 جرام من بودرة العنزروت مرتين يوميًا ولمدة ستة أشهر للحد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية.
- متلازمة التعب المزمن: غلي 30 جرام من جذور العنزروت مع أعشاب أخرى.
- الحساسية الموسمية: تناول كبسولتين من مستخلص العنزروت (80 ملغم) يوميًا لمدة ستة أسابيع.
واستنادًا إلى الدراسات، فإن تناول كمية تصل حتى 60 جرامًا من العنزروت عن طريق الفم بشكل يومي ولمدة أربعة أشهر يُعتبر آمنا لمعظم الأشخاص. مع ذلك، لا توجد دراسات تحدد مدى الأمان عند تناول جرعات كبيرة على المدى البعيد.
العنزروت للحمل
لا توجد معلومات موثوقة بشكل كافٍ لمعرفة إن كان استعمال العنزروت آمنًا للمرأة الحامل أو المرضع. ولكن بعض الدراسات على الحيوانات تشير إلى أن العنزروت قد يكون سامًا للأم وللجنين، لذلك حافظي على سلامتك وتجنبي استخدامه.
العنزروت للرضع
تحتوي مستخلصات نبتة العنزروت على العديد من المركبات الكيميائية الضوئية المتنوعة، مثل الصابونين، والإيزوفلافون، والفلافونيد، والتي تُستخدم في الوصفات التقليدية لزيادة إدرار الحليب لدى الأمهات المرضعات.
مع ذلك لا توجد دراسات سريرية موثوقة تثبت فعالية استخدام العنزروت لهذا الغرض، أو حتى كونه آمنًا على صحة الأم ورضيعها. كما تجدر الإشارة إلى أن المكملات الغذائية التي تحتوي على مستخلص العنزروت قد لا تخضع لفحوصات كافية لدراسة فعاليتها ونقائها وأمان استعمالها.
العنزروت للبرد
لقد استعملت نبتة العنزروت في الطب التقليدي الصيني منذ قرون طويلة.
وتمتلك العنزروت العديد من الفوائد الصحية والتي تشمل تعزيز المناعة، ومحاربة الشيخوخة، ومقاومة الالتهاب.
ويُعتقد أن استعمال العنزروت يُطيل العمر، كما أنها تُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض مثل الإعياء، والحساسية، والبرد. أضف إلى ذلك أنها تُستعمل لعلاج مرض القلب والسكري وغيرها من الأمراض.
العنزروت قبل الدورة الشهرية
تشير الدراسات الأولية إلى أن تناول مزيج من العنزروت ومكونات عشبية أخرى من خلال الفم يساعد على انتظام مواعيد الدورة الشهرية لدى النساء اللواتي يواجهن مشاكل في هذا الصدد.
المصادر |
---|
https://www.healthline.com - ASTRAGALUS https://en.wikipedia.org - Sarcocolla https://www.webmd.com - What Is Astragalus? |
شارك
إذا أعجبك هذا المقال فلا تدع الفائدة تتوقف عندك، ساعد في نشر هذا المقال لتعم الفائدة