عشبة الحزا – استخدامات و فوائد و أضرار

تنتمي عشبة الحزا إلى فصيلة السذابيات. وهي تضم أكثر من 70 نوعًا موزعًا على مناطق مختلفة تمتد من منطقة البحر المتوسط وحتى شرقي سيبيريا. 

وتنتشر عشبة الحزا من المغرب وإسبانيا في الغرب وحتى الصين وبحيرة بايكال في الشرق، ومن رومانيا في الشمال وحتى الصومال في الجنوب.

ويُطلق على عشبة الحزا  في عُمان اسم "شجرة البعوضة"، وفي السودان يسمونها "شجرة جميع الأمراض". فهي تُستخدم في معظم البيوت السودانية كدواء فعّال لعلاج العديد من الأمراض. كما يكثر استخدام العشبة بشكل خاص لدى كبّار السن في المناطق الريفية.

وتنمو هذه العشبة المعمرة في البراري، وحتى بين المحاصيل الصيفية. كما أنها تنمو في الصحاري الرملية، وخصوصًا في رواسب الطمي، وكذلك في مجاري الأنهار الجافة. وتجدر الإشارة إلى أنها تنمو وتُزرع من مستوى سطح البحر وحتى ارتفاع 1330 متر، علمًا أنه من الممكن زراعتها بواسطة البذور.

عشبة الحزا

​استخدامات عشبة الحزا

يُعتبر العلاج بالأعشاب أقدم أشكال الطب التي عرفها الإنسان. وقد كان العلاج بالأعشاب أساس الطب لدى العديد من الحضارات القديمة. مع ذلك، ما زال العلاج بالأعشاب أكثر أشكال الطب انتشارًا حتى يومنا هذا. حيث تُعد النباتات والأعشاب مصدرًا للعديد من المركبات الأيضية التي تُستخدم في تحضير الأدوية، والكيماويات الزراعية، والنكهات، والعطور، والألوان، والمبيدات الحيوية وغيرها.

وتُستعمل عشبة الحزا في الطب التقليدي كعلاج للصداع، والتهاب المفاصل، وتلوّن الجلد. أما عصارتها فتُدهن لإزالة بثور البشرة، ولعلاج الأمراض الطفيلية والالتهابات الأخرى. كما تُستخدم أيضًا لعلاج الأعصاب، والعقم، والحمى. كذلك يوصي العطّارون بغلي العشبة واستخدامها كعلاج لانتفاخ البطن لدى الأطفال.

وفي شمال عُمان، تُستخدم عصارة الأوراق كعلاج للصداع والتهاب المفاصل. كما تُستعمل لإزالة البثور ولعلاج الأمراض الجلدية والطفيلية.

أما في السعودية فتُستعمل العشبة لعلاج الملاريا، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض النساء.

وأما في السودان فتُستعمل كمضاد للتشنج، وكعلاج لحساسية الأنف، وأمراض النساء، والربو، ومشاكل التنفس. كما ويقوم السودانيون بغلي الأجزاء الهوائية من العشبة وذلك لعلاج الحُمى ونفخة البطن. ويقومون أيضاً بغلي أوراق وجذور العشبة ويستخدمونها بشكل خارجي لعلاج مشاكل العين والأذن، وتخفيف آلام الأسنان، ولعلاج بثور الرأس. علاوة على كل ذلك، يقوم السودانيون بدهن عصارة الجذور والأوراق على جلد المواشي لحمايتها من الحشرات والبعوض. 

وأما في بلوشستان، فتستعمل النساء عشبة الحزا لعلاج مشاكل ما بعد الولادة.

وأما المصريون فيتناولون مستخلص الأوراق والجذور لعلاج الغثيان، والإمساك، والملاريا، واضطرابات المعدة.

فائدة

إن الاستخدامات التقليدية المختلفة لعشبة الحزا تدل على اختلاف خصائصها باختلاف المكان والبيئة التي تنمو فيها.

وتجدر الإشارة إلى أن عشبة الحزا تمتلك رائحة سيئة وغير جذابة، وهو ما يدفع المواشي إلى اجتنابها خلال الرعي.

فوائد عشبة الحزا

لقد أظهرت نتائج الدراسات العلمية امتلاك عشبة الحزا للعديد من الخصائص الدوائية. ومن هذه الخصائص قدرتها على محاربة السرطان، والأكسدة، والبكتيريا والإيدز. بالإضافة إلى قدرتها على إحداث استرخاء الرحم. ويرجع ذلك في الأغلب إلى احتوائها على زيوت أساسية ومركبات عطرية من أبرزها مركبين شبه قلويين يُطلق عليهما haplophytin-a وhaplophytin-b.

فائدة

إن عشبة الحزا تمتاز بخصائص دوائية متعددة. وذلك بسبب ما تحتويه من جزيئات نشطة بيولوجيًا، وبالتالي فهي تلعب دورًا مهمًا في صحة الإنسان. وقد تُستخدم في تحضير العديد من الأدوية المختلفة.

وقد أظهرت الدراسات اختلاف التركيب الكيميائي للعشبة وذلك بحسب مكان وزمان التقاطها. ولكنها تتضمن بشكل عام مركبات شبه قلوية ومركبات الليغنان والفلافونيد، إضافة إلى زيوت عطرية متعددة.

​الخصائص الدوائية

علاج الأمراض الجلدية

تُعتبر المنتجات الطبيعية مصدرًا مهمًا في عملية إنتاج المستحضرات الدوائية الجديدة. وقد بات الكثير من هذه المنتجات، سواءً طبيعية أو شبه صناعية، مستخدمًا في الصيدليات أو يخضع لاختبارات صيدلانية.

 وتنتمي عشبة الحزا إلى فصيلة السذابيات. وهي فصيلة غنية بمركبات الفيورانوكومارين (السورالين)، والتي تُعتبر من أهم المركبات الطبيعية. فهي تُستخدم على نطاق واسع لعلاج العديد من الأمراض الجلدية المختلفة.

 إن المستحضرات المستوردة المتاحة من هذه المركبات باهظة الثمن بشكل كبير. وهي تُستخدم في الولايات المتحدة في العلاج الكيميائي الضوئي للعديد من الأمراض الجلدية مثل البهاق، والصدفية، ونظيرة الصدفية، والفطار الفطراني. وقد اكتشف مؤخرًا بعض الفوائد البيولوجية الأخرى لمركبات السورالين والمركبات الشبيهة بها. ومن هذه الفوائد محاربة الالتهابات، والأورام السرطانية، وحصر قنوات الكالسيوم، وتسكين الألم. كذلك تحتوي هذه المركبات على مستويات كبيرة من الكيماويات النباتية التي تحارب أمراض فطر الفيوزاريوم، كما أنها قد تُستعمل كمبيدات نباتية.

​محاربة السرطان

أثبتت مستخلصات عشبة الحزا قدرتها على محاربة سبعة أنواع من الخلايا السرطانية الصلبة.

الخصائص الدوائية لعشبة الحزا

استرخاء الرحم

لقد تم اختبار تأثير عشبة الحزا على رحم فأرة حامل وأخرى غير حامل، وقد أثبتت الدراسات قدرة العشبة على إحداث استرخاء الرحم في كلتا الحالتين.

محاربة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)

تُستخلص العناصر المحاربة للإيدز من مصادر طبيعية مختلفة مثل مركبات التيربينويدس، ومركبات الكومارين، ومركبات البوليفينول، ومركبات التانين، ومركبات الفلافونويد، بالإضافة إلى أشباه القلويات. وقد نجح الباحثون في استخلاص مركبات البوتشافين، والكوينولون، وأشباه القلويات من عصارة الميثانول المستخلصة من الأجزاء الأرضية من عشبة الحزا.

محاربة الميكروبات

لقد نجح عشرة ميكروليترات (25 ميليغرام) من زيت عشبة الحزا الصافي في كبح نمو البكتيريا الإشريكية القولونية وبكتيريا السلمونيلا المعوية والبكتيريا العصوية الرقيقة بشكل جزئي. كما أظهر اختبار مركبات البوليفينول وأشباه القلويات في وسط صلب وجود خصائص مضادة للبكتيريا لدى بعض العناصر التي تم اختبارها.

طرد الحشرات

تُستخدم عشبة الحزا لحماية الماشية من لسعات البعوض والذباب. كما أن مستخلص الإيثانول من الأجزاء الهوائية لعشبة الحزا يمتلك قدرة جيدة على طرد البعوضة خماسية الخطوط.

أضرار عشبة الحزا

أضرار عشبة الحزا

السميّة والأعراض الجانبية: تبلغ الجرعة المميتة الوسطية في عشبة الحزا أكثر من 0.05 مليميتر للزيوت الأساسية و10 جرام/كجم لمستخلص الإيثانول من الأجزاء الهوائية. وبالتالي فإن الزيوت الأساسية ومستخلص الإيثانول في عشبة الحزا آمنة وليست سامة.

تحتوي عشبة الحزا أيضًا على مركبات ضوئية ديناميكية موضعية عالية الكفاءة، وبالتالي فإن ملامسة الجلد للعشبة ثم التعرض لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية قد يؤدي للإصابة بفرط التصبغ وحروق جلدية. وترجع هذه الظاهرة إلى مركبات أريلنافتلين ليغنان.

المصادر

​شارك

إذا أعجبك هذا المقال فلا تدع الفائدة تتوقف عندك، ساعد في نشر هذا المقال لتعم الفائدة

شاركنا رأيك في التعليقات في الادنى


اخترنا لك

{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}