بحث شامل عن الامومة و الطفولة – كل ما تحتاجين معرفتة

الامومة و الطفولة هي العلاقة العاطفية والفيزيائية بين الأم وطفلها والتي تبدأ في أول ساعة أو ساعتين من ولادة طفل لم يُخدر بواسطة الأدوية أو العقاقير الطبية. 

ويُعتقد أنه كلما كانت هذه الرابطة أقوى كلما كانت العلاقة بين الأم وطفلها صحية أكثر على المدى القصير والبعيد بعد الولادة. ولهذا السبب، فإن أول تلامس بين الأم وطفلها يجب أن يتم في الساعة الأولى من حياة الطفل وفي غرفة الولادة ويجب أن يستمر لأطول فترة ممكنة.

هنا نطرح بحث عن الامومة و الطفولة لذلك تابع قراءة المقال لتتعرف أكثر على هذه الرابطة العظيمة.

تعريف رابطة الأمومة

رابطة الأمومة هي العلاقة بين الأم وطفلها. ورغم أن هذه العلاقة ترتبط عادةً بالحمل والولادة إلا أنها قد تنشأ في بعض الحالات تجاه أطفال غرباء كما في حالة التبني.

وتتأثر رابطة الأمومة بالعديد من العوامل الفيزيائية والعاطفية. ففي اضطراب قلق الانفصال مثلاً يشعر الطفل بالخوف والتوتر عندما يكون بعيدًا عمن يحب، والذي يكون بالعادة والدته أو والده أو غيرهما ممن يهتم به. كما أن الأمهات الجُدد لا يشعرن دائمًا بالحب تجاه أطفالهن بشكل فوري، وإنما قد يحدث ذلك بمرور الوقت، فنشأة رابطة الأمومة لديهن قد تستغرق ساعات أو أيام أو أسابيع أو حتى أشهر.

خلاصة القول: رابطة الأمومة تتأثر بعوامل فيزيائية وعاطفية. كما أما عاطفة الأمومة تكون أقل عند الأمهات الجدد في الفترة الأولى ثم تتطور هذه العاطفة.

العوامل المؤثرة على رابطة الامومة و الطفولة

الحمل

تبدأ رابطة الأمومة بين الأم وطفلها بالتشكل عادةً خلال فترة الحمل، حيث تغير المرأة الحامل من نمط حياتها ليلائم احتياجات جنينها. وفي الفترة بين الأسبوع 18 - 25 تبدأ الأم بالشعور بحركة الجنين، وهي تجربة عادةً ما تجعل الأم تشعر بارتباط أكبر تجاه جنينها، وهي من هذه الناحية تشابه تجربة مشاهدة صورة الألتراساوند للمرة الأولى. 

الحمل

أما الجنين فهو يتعرف إلى حد ما على نبضات قلب الأم وصوتها، ويستطيع أن يتفاعل مع اللمس والحركة. وبحلول الشهر السابع، فإن ثلثي النساء يؤكدن الشعور برابطة أمومة قوية تجاه أطفالهن.

وأما في حالة الأمهات اللواتي لم يرغبن بالحمل أصلاً، فإنهن قد لا يشعرن بذات العلاقة الوثيقة مع أطفالهن. كما أنهن أكثر عرضة لاكتئاب ما بعد الولادة وغيره من المشاكل النفسية، وفي أغلب الأحيان لا يقمن بإرضاع أطفالهن.

الولادة

إن تجربة الولادة من شأنها تقوية الرابطة بين الأم وطفلها، ولكن عوامل الأخرى مثل عُسر الولادة، ومشاكل الأم في طفولتها، والضغط الطبي، وغياب الدعم، والتأثير السلبي للزوج قد تُضعف هذه الرابطة.

لقد ظهرت نظرية الارتباط العاطفي لأول مرة في منتصف السبعينيات، وبحلول الثمانينيات أصبحت نظرية مقبولة ومنتشرة. وسرعان ما خضعت هذه النظرية للتحليل والدراسة إلى درجة ظهور مصطلح آخر أُطلق عليه "ضعف الارتباط".

الأوكسايتوسين

إن إنتاج الأوكسايتوسين خلال الولادة والرضاعة يزيد من نشاط الجهاز العصبي اللاودي، وهو ما يساعد نظريًا على تقليل التوتر. ويُقال أن الأوكسايتوسين يجعل النساء أكثر ارتباطًا بأطفالهن، رغم وجود بعض الخلافات في هذا الصدد.

تساعد  الرضاعة على تعزيز رابطة الأمومة من خلال اللمس والتفاعل والتحديق المتبادل بين الأم وطفلها.

الأمومة والحمل

الفوائد الصحية لارتباط الأم بجنينها خلال الحمل

تُعتبر درجة ارتباط الأم بجنينها خلال الحمل عاملاً مهمًا لتحديد مدى ارتباط الأم بطفلها بعد الولادة. فالنساء اللواتي يرتبطن بأطفالهن بدرجة أكبر خلال الحمل يصبحن أكثر ارتباطًا بأطفالهن في مرحلة الرضاعة.

فائدة

إن الرابطة بين الأم وطفلها تؤثر على نمو الطفل وتطوره في المستقبل. وبالتالي فإن وجود رابطة قوية بين الأم وطفلها يرتبط بتطور الطفل بشكل أفضل لاحقًا في حياته.

ما الذي يسبب رابطة الامومة و الطفولة ؟

من ناحية كيميائية، فإن رابطة الأمومة تنتج عن هرمون الأوكسايتوسين، حيث وجد العلماء أن هذا الهرمون مهم جدًا لنشأة هذه الرابطة.

ومع اقتراب الحمل من نهايته فإن مستويات الأوكسايتوسين تزداد بشكل كبير وتلعب دورًا مهمًا في الطلق والولادة.

لإنتاج هرمون الأوكسايتوسين الطبيعي فإنكِ بحاجة إلى أن تشعري بأن طفلك على وشك أن يرى النور، وأن الألم الناتج عن تمدد البطن يعني أن طفلك قادم. بعد ذلك سوف يطلق دماغك جرعة من الأوكسايتوسين تجعلك مستعدة للارتباط بطفلك والوقوع في حبه. ولكن تذكري أن استخدام الأدوية (الطلق الصناعي أو المسكنات) من شأنه أن يؤثر على هذه العملية.

صحيح أنك سوف تشعرين بالارتباط بطفلك حتى لو استخدمت الأدوية أو خضعت لولادة قيصرية، ولكنك لن تحصلي على الفائدة الكاملة لهرمون الأوكسايتوسين الطبيعي والذي يجعل الارتباط بطفلك أكثر سهولة وأكثر طبيعية.

هناك أيضًا عدد من العوامل الطبيعية الأخرى التي قد تساعد على الطلق والولادة والارتباط والرضاعة، وهي:

  • هرمون البرولاكتين والذي يُنتج خلال الرضاعة ويُسمى "هرمون الحليب".
  • هرمون الأدرينالين
  • هرمون نورادرينالين والذي ينتج طاقة سريعة ومفاجئة خلال الولادة.
  • هرمون بيتا-إندورفين وهو عبارة عن مسكن ألم طبيعي.

وبالتالي في ظل وجود جميع هذه الهرمونات الطبيعية المساعدة فإن جسد المرأة مهيَّأ بشكل تام للولادة والارتباط بالطفل بدون أي أدوية أو تدخل خارجي.

وعند الاستجابة للرضاعة فإن الطفل ينتج الأوكسايتوسين الخاص به، كما أن الأم تنقله إليه عن طريق الحليب.

أما إذا كنت ترضعين طفلك بوساطة زجاجة، فتأكدي من ضم طفلك بين ذراعيك لتشعريه بالقرب والراحة.

أسباب عدم ارتباط الأم بطفلها

هناك العديد من الأسباب لعدم ارتباط الأم بطفلها، وفيما يلي أكثرها شيوعًا:

  • مشاكل الحمل
  • الولادة المبكرة
  • تعسر الولادة
  • مشاكل نفسية وعاطفية وبدنية
  • الشعور بالخوف والرهبة من تربية الطفل
  • القلق تجاه الوضع المالي، والعلاقة مع الزوج 
  • عدم وجود رابطة أمومة قوية بين الأم وأمها
  • مزاج الطفل

استراتيجيات زيادة رابطة الامومة و الطفولة

إن الارتباط بالجنين خلال الحمل يحسن ارتباط الأم بطفلها بعد الولادة، ويعود بآثار إيجابية على تطور الطفل ونموه.

ولكن على الرغم من ذلك، لا توجد الكثير من الدراسات حول طرق زيادة الرابطة بين الأم وجنينها.

إلا أن هناك عددًا من الممارسات التي لم تثبت علميًا، ولكن يُعتقد أنها تزيد الرابطة بين الأم وطفلها مثل الحديث إلى الجنين وتدليك الرحم.

استراتيجيات زيادة رابطة الأمومة

1. زيادة الوعي بالجنين

لقد ثبت أن توعية النساء بشأن أطفالهن وتشجيعهن على الارتباط بهم ومراقبة حركتهم خلال الحمل يزيد من الرابطة بين النساء الحوامل وأطفالهن.

2. تدليك الرحم

إن التفاعل مع الجنين في الرحم يُعد مؤشرًا على ارتباط الأم بجنينها. وبالتالي فإن توجيه النساء إلى تدليك الرحم أو التواصل الفيزيائي مع الجنين من شأنه أن يزيد من رابطة الأمومة. مع ذلك، لا توجد دراسات حتى الآن من شأنها إثبات ذلك.

3. الحديث إلى الجنين

إن الحديث إلى الجنين يعكس مستوى ارتباط الأم بطفلها، وهي قضية يكثر تناولها في الاستبيانات المتعلقة بارتباط الأم بالجنين، مع ذلك لا توجد دراسات علمية حول فعالية تشجيع النساء على التحدث إلى أطفالهن.

لماذا تُعد رابطة الأمومة مهمة للغاية؟

ما زال هناك الكثير مما نجهله عن رابطة الأمومة، ولكن الأكيد أن ارتباط الأم بطفلها يلعب دورًا هامًا في حياة الطفل.

  1. فهو يمثل أول نموذج يراه الطفل للعلاقات الحميمة.
  2. ويمنحه إحساسًا بالأمان وشعورًا قويًا بتقدير الذات.

إن الطفل الذي يتمتع بارتباط قوي مع أمه يمتلك قدرًا أكبر من الثقة بالنفس، وهو ما يساعد على تقديم أداء دراسي أفضل، واكتساب أصدقاء أكثر، وتحقيق الأهداف، والبقاء بعيدًا عن المشاكل. ويمكن القول أيضًا أن الأطفال الذين يتمتعون برابطة قوية مع أمهاتهم أقل عرضة لتعاطي المخدرات أو الخمور.

كم يستغرق تشكل رابطة الامومة و الطفولة؟

إن تشكل رابطة الأمومة يُعتبر عملية متكاملة، وبالتالي فإنها ليست شيئًا يحدث خلال دقائق أو خلال وقت معين بعد الولادة.

وإذا لم تتشكل رابطة الأمومة بشكل فوري بعد الولادة، فإنها قد تستغرق من بضعة أسابيع وحتى بضعة أشهر إلى تصبح الأم سعيدة بأنها أصبحت أمًا.

الساعة الذهبية (بعد الولادة) لا تُقدر بثمن


إن أفضل توقيت للارتباط مع الطفل هو بعد الولادة المباشرة، فخلال الساعة الأولى من الولادة يكون كل من الأم والطفل أكثر عرضة لتشكيل رابطة كيميائية فورية بينهما.

وتُعد هذه الساعة الوقت الأمثل للبدء بإرضاع الطفل، وبالطبع الارتباط به.

ورغم أن معظم المستشفيات تنقل الطفل بعد الولادة مباشرة إلى مكان دافئ لقياس وزنه وطوله وتزويده بفيتامين ك ثم تقميطه، إلا أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تحث على ملامسة الأم لطفلها خلال الدقائق الأولى من حياته.

وبحسب الدكتور "بوب سيرز" فإن الساعة الأولى من حياة الطفل يجب أن تسير على النحو التالي:

  • يجب أن يُوضع الطفل السليم على بطن أمه أو صدرها بعد الولادة مباشرة وأن يظل ملامسًا لجلد أمه إلى حين الانتهاء من الرضاعة الأولى.
  • يجب أن تقوم الممرضة بالفحص الأولي للطفل وهو على صدر أمه.
  • قياس وزن الطفل وطوله، وحمامه، وإضافة مرهم العين، وأي حقن أو اختبارات للدم يجب أن تؤجل إلى حين الانتهاء من الرضاعة الأولى.
  • يجب أن يظل الطفل مع أمه طوال فترة النفاس.

إن الطفل يشعر بالانتعاش عندما يكون على تلامس جلدي مباشر مع أمه منذ اللحظة الأولى. وبالتالي من المهم جدًا أن تخطط الأم لأن تكون ولادتها على هذا النحو سواءً كانت تلد في المستشفى أو المنزل. إن رابطة الأمومة تتشكل بسهولة خصوصًا إذا تم الاهتمام بها منذ البداية.

المصادر

https://healthengine.com - Bonding With Your Baby During Pregnancy

https://en.wikipedia.org - Maternal bond

https://medical-dictionary.thefreedictionary.com - mother-infant bonding


​شارك

إذا أعجبك هذا المقال فلا تدع الفائدة تتوقف عندك، ساعد في نشر هذا المقال لتعم الفائدة



اخترنا لك

{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}